عام ونيف من التآمر والفشل.. كيف حول البركاني البرلمان الى مؤسسة محنطة؟ وما حقيقة تقديم طعن بشرعية رئاسته؟

مانشيت - خاص :

نجح الشيخ سلطان البركاني في تعطيل مجلس النواب وتبديد أحلام اليمنيين التي رافقت تحضيرات الجلسة اليتيمة غير الاعتيادية في 13 ابريل 2019 بمدينة سيئون التي أعادت انتخاب هيئة رئاسة البرلمان.

واتهم سياسيون وناشطون البركاني بتعمد تعطيل دور البرلمان واختزال نشاطه في مجموعة تغريدات وبوستات بصفحته الشخصية بتويتر وفيس بوك.

ويكتفي البرلمان بين فترة واخرى بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار في القضايا التي تتطلب دورا مختلفا للبرلمان وهو ما وصفه البعض بالاصرار على حرف مسار السلطة التشريعية عن مهامها الدستورية.

وحول البركاني مجلس النواب الى محل سخرية وتندر شعبي واسع إذ أكد ناشطون سياسيون وإعلاميون بأن البركاني حول المجلس إلى مؤسسة محنطة، وتم قصر مهامه على إصدار البيانات غير المجدية، ومجموعة واتس آب يديرها البركاني، ونشاط محدود في مواقع التواصل الاجتماعي بالاضافة الى عدد من الاتصالات التضامنية ذات الأجندة غير الوطنية والتي كان بعضها مع قضايا وهمية موجودة بمخيلة البركاني فقط.

وتمر العديد من المواقف التي هي من صميم عمل البرلمان لكن لا يتحرك البركاني الا عندما يكون هناك حاجة للكيد السياسي أو نشاط يرضي غرور وعنجهية وأحقاد اللاعبين بأمن اليمن.

وشبه مغردون دور مجلس النواب بأنه تحول إلى ما يشبه دور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إذ يخرج البركاني بين فترة وأخرى بموقف معلن من قضايا هامشية ليذكر الرأي العام بأنه لا يزال موجود.

ووجه صحفيون وكتاب رأي انتقادات لاذعة لمجلس النواب الذي لم يقم بأي دور فعال منذ انعقاده في سيئون في ابريل 2019م، وعبروا عن خيبة آمال اليمنيين الذين رأوا أنه سيحرك مؤسسات الشرعية وفق صلاحياته الدستورية، إلا أنه تحول إلى مؤسسة محنطة.

وأشاروا الى أن ذلك يأتي وفق رغبة خارجية تسعى بوضوح لإفراغ المؤسسات الدستورية والإبقاء على الأشكال والهياكل التي لا يمكن أن تتصدى للأخطار المحدقة بالدولة اليمنية.

وحذروا من أن يصبح مجلس النواب أشبه بالمجلس غير الشرعي الخاضع لسلطة المليشيا الحوثية التابعة لإيران في صنعاء، فاقداً للقدرة على القيام بمهامه وفق المصلحة الوطنية لليمن والشعب، لصالح أجندة خارجية مفروضة.

وقرر البركاني تنويم المجلس واختزاله في شخصه، واتضح جليا أن له أهدافاً غير التي كان يصرح بها قبيل انتخابه.

ويبدو أن الرئيس هادي كان يعرف البركاني جيدا لكن الضغوط التي مورست عليه جعلته يتراخى ودفعته للقبول، فالرئيس يدرك أن تاريخ البركاني السياسي خالي من أية مميزات سوى التطبيل وتوتير الأجواء بتصريحات نارية غير محسوبة، كان آخرها "قلع العداد".

لكن أعضاء البرلمان أفاقوا متأخرين وانتبهوا أنهم وقعوا في مطب اختيار البركاني، الذي استغل المنصب بصورة سيئة، ولم يعط مقابل ذلك حتى موقفاً وطنياً يمكن أن يحسب له.

صمت البركاني على تدخل الامارات ودعمها لمليشيات انقلابية على الشرعية، وعلى قصف الطيران الاماراتي للقوات الحكومية، بل وعرقل المجلس من اصدار بيان وموقف إزاء تلك الأحداث التي جاءت بعد زيارته إلى أبو ظبي مصطحباً معه صورة قديمة وهو يصافح الشيخ زايد بن سلطان في مطلع الثمانينات، وأهداها إلى محمد بن زايد.

موقف البركاني أدخل برلمانيين كثيرين في موجة ندم، لا سيما أنه اتبعه بمصارعة طواحين الهواء في قضايا لم تحدث إلا في مخيلته، فتضامن مع أسرة (الأوصابي) التي لا وجود لها وقال إنها أبيدت في مواجهات بين قوات الجيش بتعز وبين مليشيات متطرفة، ثم عاد وتضامن مع الأرملة التي قرر القضاء هدم منزل ليس منزلها، ما أثار موجة من السخرية على البركاني في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ومثلما عطل معين دور الحكومة، فقد عطل البركاني البرلمان، بل وأصبح يمارس القمع بحق الأعضاء المطالبين باتخاذ مواقف حاسمة من قضايا حساسة وخطيرة يجب أن يكون للبرلمان فيها كلمته.

ويرجع مصدر برلماني الأداء الركيك للبرلمان إلى محاولة رئيس المجلس إمساك العصا من الوسط واللعب على جميع الحبال، مؤكدًا بأن اختيار البركاني رئيسا لمجلس النواب غير موفق لعدة أسباب يطول شرحها، كما ويخل بالتوازن الجغرافي في توزيع المناصب القيادية العليا، علاوة على أنه لا يخدم مصلحة اليمن وعودة الشرعية اليها.

وأكد المصدر على ان البركاني يعد نفسه ليكون بديلا للرئيس هادي وهذا يفسر اللا موقف الذي يتحرك فيه ويحاول إيهام كل الأطراف أنه قريبا منها.

ويؤكد المصدر أن الصورة التي بدا عليها رئيس مجلس النواب "البركاني" شبيهة بصورة رئيس الوزراء معين عبدالملك، الذي يسبح عكس التيار وعلى الضد من توجهات الشرعية والرئاسة.

ويضيف المصدر: "الاثنين ليسوا اضافه او دعم للشرعية بقدر ما يمكن ان يكونا اداتين لإضعافها".

ويستشهد المصدر البرلماني بموقف رئيسي البرلمان والحكومة المتآمر من الضربة التي شنها الطيران الاماراتي التي استهدفت الجيش الوطني على أبواب عدن.

ويؤكد البرلماني على أهمية تدارك الأمر وترجيح كفة الشرعية إما بإعادة انتخاب رئيس جديد للبرلمان أو على الأقل بتغيير رئيس الوزراء بشخصية قوية ومشهود لها على اعتبار ان قرار تغيير رئيس الوزراء بيد الرئيس بينما انتخاب رئيس للبرلمان فيه صعوبة نوعا ما.

ويقول المصدر إن قرابة 25 برلمانيا يعدون طعنا قانونيا ولائحيا بشرعية رئاسة البركاني التي جاءت في جلسة يتيمة غير مكتملة النصاب تمهيدا للاطاحة به وإعادة انتخاب هيئة رئاسة جديدة بعد تهيئة الظروف المناسبة بحيث تكون منتمية الى تطلعات وآمال اليمنيين.