وسط تصعيد (انتقالي) مستمر..

ماهي دلالات الهجوم ضد القوات السعودية في عدن؟

مانشيت - خاص:

"رسالة فاشلة مثل رسائل المافيا للقضاة".."هذه الحفرة الصغيرة تشبه حفر الكلاب اذا جاعت"، بهذه العبارات علق الكاتب والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي على خبر تفجير عبوة ناسفة استهدف رتلا عسكريا تابع للقوات السعودية المتواجدة في عدن ضمن التحالف العربي اثناء مروره قادما من مطار عدن في مدينة انماء السكنية عصر السبت.

هذا المنحنى الخطير من التصعيد ضد القوات السعودية في عدن والذي يتهم المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا بالوقوف خلفه بحسب مناوئيه لارسال رسالة تحذير للرياض، مدللين عليه بسوابق وحملات تحريض اعلامية تستهدف السعودية خلال شهري فبراير ومارس المنصرمين.

يعتبر الهجوم ذروة التهديد الذي قد يكون وجهه المجلس الانتقالي ضد القوات السعودية، والذي سبقه بحسب رصد اعلامي سلسلةٌ من الأعمال خلال الشهرين الماضيين، في محافظتي عدن وأبين، شملت إطلاق تهديداتً باستهداف قائد القوات السعودية في عدن العميد مجاهد العتيبي، و إحراق صور الملك سلمان في مطار عدن عقب احتفال لتدشين مشروع تأهيل مطار عدن بتمويل سعودي.

التصعيد المنسق من قبل الانتقالي المدعوم اماراتيا في عدن شمل أيضاً تنظيم اعتصام أمام معسكر قيادة قوات التحالف في عدن قبل نحو شهرين، جرى خلاله إطلاق شعارات مسيئة للسعودية، واتهامها بدعم الإرهاب، إلى جانب سلسلة من الخروقات استهدفت اتفاق الرياض وشملت تنفيذ هجمات على القوات الحكومية والاعتداء على مركبات تحمل مواد إنسانية مقدمة من السعودية ورفض تسليم الأسلحة وإعادة الانتشار وفقاً لالتزامات اتفاق الرياض.

وبحسب مصادر عسكرية ل (مانشيت) فإن هجوم الانتقالي المستمر سببه الرئيس ارسال السعودية لمجموعات من ابناء مدينة عدن للتدريب العسكري في المملكة واعادتهم الى عدن ضمن قوات يمنية سيتم تسليمها أمن المنشآت كقوة محلية وفقا لاتفاق الرياض، وكان أول مرفق طلبت الرياض تسليمه للقوات الجديدة هو مطار عدن منتصف مارس الماضي والذي رفض الانتقالي سحب مليشياته لها.

القوات الجديدة المدربة سعوديا تم تجنيدها عبر قائد معسكر (20) إمام النوبي بالتنسيق مع قيادة التحالف في عدن وهو ما اثار حنق الانتقالي ورد على ذلك بطرد النوبي الموالي للسعودية وجنوده من المعسكر بعد اشتباكات مسلحة شهدتها مدينة كريتر بين قوات النوبي و مسلحين من المجلس الانتقالي، وسعيها لطرد الحراسات الامنية للبنك المركزي ومصلحة الهجرة والجوازات، واحلال قوات موالية لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي بقيادة اوسان العنشلي اواخر مارس الماضي.

يظهر تصعيد الانتقالي وكانه يخوض معركته الاخيرة في عدن حيث اقر اجتماع عسكري للمجلس المدعوم اماراتيا، الاحد، خطوات تصعيديه جديدة ضد القوات السعودية في العاصمة المؤقة عدن.

ومن بين تلك القرارات التي اتخذها الاجتماع برئاسة احمد بن بريك، رئيس مايسمى (الجمعية الوطنية)، اغلاق المجال الجوي والبحري امام أي رحلات خارجية نهائيا مع أن المطار لم يشهد اي رحلات مدنية منذ اغلاقه قبل اسابيع بحجة كورونا.و تاكيد مؤسسة خليج عدن خضوع جميع السفن للتفتيش و الحجر الصحي قبل دخولها الميناء.

كما طالب المجلس فصائله برفع الجاهزية القتالية.

وبحسب مراقبين فإن تحرك الانتقالي للمطالبة باغلاق المجال الجوي والبحري في عدن امام أي رحلات خارجية ليس له اي صلة بالاجراءات الاحترازية من فيروس (كورونا)،
مشيرة الى الهدف هو عرقلة السعودية من اعادة جنود يمنيين تدربو في المملكة الى عدن عبر البر او البحر وفقا لـ اتفاق الرياض واستغلال المخاوف الشعبية من الوباء.

وتأتي هذه التحركات بعد تحذيرات اطلقها وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ، السبت من ما وصفها بـ”حصان طروادة في اشارة الى قوات يمنية تم تدريبها في السعودية  وتقوم طائرات سعودية بنقلهم إلى مدينة عدن.

سعوديا اوعزت الرياض بهدوء للقوات الموالية للشرعية في ابين بتكثيف مناوراتها العسكرية استعدادا لدخول عدن، مع استمرارها ارسال دفعات القوات اليمنية المتدربة في المملكة المكلفة باستلام وتامين المنشات في عدن.

وبغير الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض يجد الانتقالي نفسه يصارع طواحين الهواء ويوسع جبهة الخصوم في حين تضيق هوامش المناورات عليه وداعميه في ظل انشغال العالم بازمات افتصادية و فيروس كورونا وغيرها من الازمات التي تجعل من الذي كان متاحا في السابق امرا من ضروب المستحيل حاليا.

وخلاصة المشهد ان الاوضاع في مدينة عدن بحاجة الى حسم ان بتطبيق اتفاق الرياض بشكل سلمي من قبل الانتقالي او فرض تطبيقه على الجميع من قبل الدولة الراعية وهي السعودية..لامزيدا من المناورات وسياسة عض الاصابع التي تستثمر معاناة الناس في عدن للحصول على مكاسب سياسية.